هل وقفتَ يومًا أمامَ المرآةِ وتمنّيتَ أن ترى نُسخةً أكثرَ خفّةً وصحّةً من نفسك؟
هل شعرتَ بالإحباطِ بعدَ تَجربةِ حميةٍ قاسيةٍ لم تَمنحكَ النّتائجَ التي وُعدتَ بها؟
فَقدانُ الوزنِ ليسَ مجرّدَ هَدفٍ خارجيٍّ، بل هوَ تحوّلٌ داخليٌّ يبدأُ من قَناعاتكَ ويَنتهي بتَغييرِ حياتكَ كُلّها
ما هوَ فَقدانُ الوَزنِ ولماذا تسعى إليه؟
فَقدانُ الوزنِ هوَ التّقليلُ من كُتلةِ الجِسمِ الزّائدةِ، سواءً من الدّهونِ أو السّوائلِ أو الكُتلةِ العضليّةِ.
قد يكونُ دافعُكَ صحيًّا كَخفضِ ضغطِ الدّمِ أو السُّكري، أو نفسيًّا كشعوركَ بثقةٍ أكبرَ في مظهرك.
لكن تذكّر: ليسَ كلُّ نقصانٍ في الوزنِ صحيًّا، فالمهمُّ أن تَفقدَ ما يُثقلُ جَسدكَ لا ما يُقوّيه.
الجانبُ النّفسيُّ لفقدانِ الوَزنِ
قد يَفشلُ الكثيرونَ في إنقاصِ وزنِهم ليسَ لقلّةِ المعرفةِ، بل لضعفِ الدّافعِ أو الإحباطِ المُتكرّرِ.
حين تُغيّرُ علاقتكَ بالطّعامِ من وسيلةِ تَسليةٍ إلى طاقةٍ لحياتكَ، تبدأُ أولى خُطواتِ النّجاح.
اغفِرْ لنفسكَ لحظاتِ الضعفِ، وابدأْ من جديدٍ كلّما تعثّرتَ، فالنّجاحُ في الاستمراريّةِ لا في الكمال.
التّغذيةُ الذّكيّةُ: ماذا تأكلُ لِخسارةِ الوَزنِ؟
لستَ مُضطرًّا لِتجويعِ نفسِكَ أو تَناولِ أطعمةٍ مُمِلّةٍ لخسارةِ الوزن.
اخترِ الأطعمةَ الغنيّةَ بالأليافِ والبروتينِ مثلَ الخضرواتِ، الحبوبِ الكاملةِ، والبيضِ.
تَجنّبِ السّكّرياتِ المُخفيةَ والمشروباتِ الغازيّةَ، فهيَ تَخدعُك بالسّعراتِ دونَ فائدةٍ.
نصائحُ لِوجباتٍ ذكيّةٍ:
- قَسّمْ وَجباتِكَ إلى 5 صَغيرةٍ في اليومِ.
- اشربْ كميّةً كافيةً من الماءِ قبلَ الأكلِ.
- لا تتسوّقْ وأنتَ جائعٌ.
النّشاطُ البدنيُّ: هل الرّياضةُ ضروريّةٌ لِفقدانِ الوزنِ؟
لا يُمكنكَ الاعتمادُ على النّظامِ الغذائيِّ فقط؛ الحَركةُ تُسرّعُ عمليّةَ الحرقِ.
ابدأْ بالمشيِ 30 دقيقةً يوميًّا، ثُمّ أضفْ تمارينَ مقاومةٍ تُحافظُ على عضلاتِك.
لا تُجهدْ نفسكَ في البدايةِ، بل اجعلِ الرّياضةَ جزءًا ممتعًا من روتينِكَ اليوميِّ.
فَقدانُ الوزنِ بسرعةٍ أم ببطءٍ؟
النّقصانُ السّريعُ قد يُغرّيكَ، لكنّه غالبًا ما يُؤدّي إلى استعادةِ الوزنِ لاحقًا.
الطّريقةُ الأكثرُ أمانًا هيَ خَسارةُ نصفِ إلى كيلو واحدٍ في الأسبوعِ.
اعلمْ أنَّ الجسمَ بحاجةٍ للوقتِ لِيُعيدَ تنظيمَ نفسِه داخليًّا مع كلِّ كيلو تخسرُه.
العوائقُ الشّائعةُ وكيفَ تتغلّبُ عليها
في رحلةِ فَقدانِ الوزنِ، ستُواجهُ ما يُسمّى "بالثّباتِ الوَزنيّ".
لا تَقلق، فهذا طبيعيٌّ؛ جرّبْ تَغييرَ نظامِكَ الغذائيِّ أو نوعَ تمرينِكَ.
أيضًا، لا تَسمحْ للمُغرياتِ أو تعليقاتِ الآخرينَ أن تَسلبَكَ عزمَك؛ أنتَ تَفعلُ هذا من أجلِكَ.
نمطُ حياةٍ صحّيٌّ: ما بعدَ فَقدانِ الوزنِ
بعدَ أن تَصلَ إلى وَزنِكَ المُثاليِّ، تبدأُ المرحلةُ الأهمُّ: الحِفاظُ عليه.
استمرَّ في العاداتِ الصّحيّةِ التي اكتسبتَها؛ لا تُعدْ إلى نظامٍ غذائيٍّ عشوائيٍّ.
كافئْ نفسكَ بأسلوبٍ صحيٍّ: كتابٌ جديدٌ، نُزهةٌ، أو حتى ملابسٌ تليقُ بإنجازِك!
خِتامًا: ابدأ الآن، لا تنتظر الغد
رحلةُ فقدانِ الوزنِ لا تحتاجُ إلى حميةٍ سحريّةٍ أو وَصفةٍ خارقةٍ، بل إلى قرارٍ حقيقيٍّ منك.
ابدأ بخطوةٍ بسيطةٍ: استبدِلْ عادةً واحدةً غير صحيّةٍ بعادةٍ أفضلَ منها.
جسمُكَ يستحقُّ هذا الجهد، وأنتَ قادرٌ على التغييرِ أكثرَ ممّا تتخيّلُ.